لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية إلى أنه "عندما أعلن رئيس الوزراء ​العراق​ي ​حيدر العبادي​ الانتصار النهائي على تنظيم "داعش" ​الإرهاب​ي يوم 9 كانون الثاني 2017، ربما استعجل الإعلان، وربما كان يعتقد أن هزيمة هذا التنظيم في معارك ​الموصل​ والحويجة و​صحراء​ ​الأنبار​، ورفع العلم العراقي حتى الحدود السورية، وأن تحرير ​البصرة​ معقل "داعش" حيث أعلن المدعو ​أبو بكر البغدادي​ نفسه خليفة مزيفاً للمسلمين، هي هزيمة نهائية، ولن تقوم بعدها قائمة للإرهاب في العراق أو ​سوريا​، أو غيرهما".

واعتبرت أنه "أخطأ العبادي الحساب، ولم يدرك أن هذا التنظيم الأخطبوطي قادر على أن يتلون ويتبدل ويغير من أسلوبه وتكتيكاته ما دام يتنفس ويستطيع الحركة، ولديه الحواضن الشعبية والقوى الخفية والمعلنة التي توفر له الدعم والمدد لأن مهمته لم تنته بعد، ودوره في الفوضى الخلاقة ما زال مطلوباً، ذلك لا يعني التقليل من التضحيات الكبيرة التي قدمها ​الجيش العراقي​ ومختلف صنوف ​القوات​ المسلحة والشعب العراقي على مدى ثلاث سنوات من القتال في ظروف صعبة، وضد تنظيم وحشي شرس مارس ويمارس أبشع ما صادفته البشرية في تاريخها من قتل وذبح وحرق وسبي وانتهاك لكل القيم والمحرمات. كما لا يعني تبخيس توحد العراقيين خلف جيشهم وضد العصابات الإرهابية في نموذج وطني مميز يتجاوز العصبيات الطائفية والمذهبية والإثنية".

وأشارت إلى أن "ما تتناقله المعلومات حالياً يشير إلى أن هذا التنظيم الإرهابي عاد بشكل جديد وأسلوب غير معتاد، وهو يتحرك مجدداً في مناطق سبق تحريرها في كل من العراق وسوريا، ويقوم بعمليات قتل وخطف و​قطع طرق​ في العديد من المدن، كما يشن هجمات على مواقع عسكرية في البلدين، ما يدل على أنه أعاد ترتيب أوضاعه، وحرك خلاياه النائمة، وقرر اللجوء إلى حرب العصابات بمجموعات صغيرة، وعدم الاعتماد على القتال الثابت والعمليات الكبيرة ومنذ تم الإعلان عن هزيمة "داعش" أواخر العام الفائت، وبعد دحر هذا التنظيم أيضا في معظم أماكن تواجده على الأراضي السورية، ظل هناك "ثقب أسود" شرقي ​نهر الفرات​ على الحدود العراقية - السورية، بمساحة تبلغ حوالى عشرة آلاف كيلومتر مربع يخضع لسيطرة "داعش" ولم يتمكن أحد من تحريره لأنه ظل منطقة محظورة بقرار أميركي لاستخدام التنظيم وقت الحاجة، ولطالما تعرضت قوات عراقية وسورية للقصف عندما تحركت لمعالجة هذا الثقب الأسود".

وأضافت الصحيفة: "داعش" استخدم هذا الثقب في إعادة تجميع قواته وإعادة الانتشار، لاستئناف عملياته في كل من العراق وسوريا، وهو ما يحدث الآن، كما أن المدد المالي والعسكري لم ينقطع عنه"، متسائلة: "كيف يحدث هذا؟ ولماذا هذا الإصرار على استخدام الإرهاب في حرب المصالح والنفوذ؟".